الاثنين، 5 أكتوبر 2020

الأمية الرقمية


 

في وقتنا الراهن يمكن اعتبارا لأمية بمعيار تكنولوجي رقمي وهي كذلك من بين الاكراهات التي تواجه الجميع سواء كانو حكومات أو أفراد، كما تؤثر سلبا  في التقدم العلمي والتكنولوجي للدول ،

 ان الامية المتعارف عليها قديما والى حد قريب  تعنى عدم القدرة على القراءة والكتابة وهى الشيء الذي نراه  بشكل كبير في الدول المتخلفة ، وهى تمثل نسبة عالية من سكان تلك الدول وخاصة من كبار السن والنساء، وهى عقبة كبيرة تواجه نمو وتطور وتقدم مجتمعات تلك الدول, ومما يزيد الامر تعقيدا ما يتعلق بالأمية التكنولوجية الرقمية والتي تتعدد مرادفات مسمياتها من الامية الرقمية الى الامية الالكترونية الى الامية المعلوماتية الى الامية الحديثة، وهى لا تعنى الامية الابجدية فقط، بل تتعداها الى مفهوم احدث: يتلخص في عدم القدرة  اساسا على التعامل واستعمال الحاسوب والانترنت والمنتجات الرقمية الاخرى والاستفادة منها، فهي بالتالي ليس معرفة ذلك فقط بل هي معرفتها نظريا وكيفية تطبيقها عمليا للوصول والحصول على المعلومات والمعرفة، والتواصل مع الاخرين في أي مكان وزمان، أي توفر “القدرة على اكتشاف المعلومة وقت الحاجة لها، والقدرة على تحديد مكانها، وتقييمها، والاستعمال الفعال لها عند الحاجة إليها”.

هذه الامية تتعشش بشكل كبير بين طبقات المجتمعات النامية، ومع مرور الوقت تزداد الهوة بينها وبين المجتمعات المتقدمة.

ما لم تكون الحكومات وبتكاثف كل من له القدرة للمساهمة في محو الامية الابجدية اولا وذلك لكل من يحتاج للقراءة والكتابة، وخاصة للفئات العمرية الاصغر فالأكبر، فما لم يتم ذلك فالمشكلة ستزداد.

فيما بعد مساهمة ببعض النقاط التي تخص محو الامية الرقمية، وهنا اتمنى من كل من يطلع ان يشارك بالرأي والمقترحات التي من شأنها التغلب على الامية الرقمية:

اولا: العمل على وضع السياسات والخطط والبرامج من قبل خبراء واختصاصيين يعملون تحت مظلة جهات عامة وبمشاركة القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني كل ذلك للوصول الى التغلب الجزئي او الكلى على الامية الحديثة.

ثانيا: إعادة هيكلية التعليم بكل مراحله بان تكون التكنولوجيا جزء أساسي به.

ثالثا: توفر اماكن تدريب وبكل منها التجهيزات المناسبة والمدرب القادر على نقل المعرفة لكل متدرب، ولعل معامل الحواسيب بالمدارس تكون من بين ما يستفاد منه.

رابعا: وضع كل ما يمكن من إمكانيات بشرية ومالية ومادية لتوفير الحواسيب وملحقاتها بأسعار يمكن لأغلب المواطنين اقتنائها، وتجهيز البنية التحتية المعلوماتية الحديثة، وتوفر الانترنت بكل مكان وبتكاليف منخفضة.

خامسا: العمل على ان يكون النشء الجديد المحور الأساسي اذ بخروجه وتغلبه على الامية الرقمية سيكون له دور كبير في تطبيقات مجالات التكنولوجيا المختلفة، وهو من يساعد في محو امية الاخرين وخاصة من هم الاقرب إليه، ويكون عماد مستقبل التكنولوجيا.

سادسا: الاستمرارية في التعلم والاستعمال والاستفادة والافادة من كل ما هو حديث ليكون هناك وعى معلوماتي رقمي يساهم في التعامل مع المحتوى الرقمي، والتطبيقات الرقمية، والبرامج والالعاب الرقمية، والكتاب الرقمي، وغير ذلك مما تجود به التكنولوجيا الحديثة، وخاصة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وما ورد بكتاب الأمية الإلكترونية في الوطن العربي: الأسباب- العلاج لصاحبه رضا عبد البديع قد يساهم في توضيح الصورة ومن ذلك ما ورد بالكتاب الآتي: “أدت التطورات المتسارعة في مجالي العلم والتكنولوجيا إلى بروز مفاهيم جديدة تجاوزت المصطلح التقليدي للأمية إلى تعريف الأمي في بعض البلدان بأنه ذلك الشخص الذي لا يجيد التعامل مع الكمبيوتر مثلاً، وهناك ما يسمى بأمية المتعلمين، وهي حالة أولئك الأشخاص الحاصلين على شهادات تعليم عام، وربما تعليم جامعي، ولكنهم مع ذلك لا يجيدون قواعد القراءة والكتابة الصحيحتين كما ينبغي مقارنة بأشخاص تجاوزوا هذه المرحلة. وهناك ما يسمى بـ “الأمية الإلكترونية”، ويقصد بها غياب المعارف والمهارات الأساسية للتعامل مع الآلات والأجهزة والمخترعات الحديثة وفي مقدمتها الكمبيوتر. ويطلق على مفهوم الأمية الإلكترونية، الأمية الحديثة تمييزاً لها عن الأمية الأبجدية، التي تعني عدم القدرة على القراءة والكتابة”.

وبالنظر إلى دخول العالم عصر المعرفة والاقتصاد الرقمي، يعتبر موضوع محو الأمية الرقمية من الموضوعات المهمة على أجندة اهتمامات العالم اليوم، ولا شك في أن التعامل مع الوسائط التكنولوجية يظل محفوفاً بالمخاطر ما لم يتم التمكن من امتلاك تلك الوسائط من ناحية، وكيفية التعامل معها من ناحية أخرى. وبطبيعة الحال، “فإن الأمية الإلكترونية تعني عدم قدرة الأشخاص والمجتمعات على مواكبة معطيات العصر العلمية والتكنولوجية والفكرية والتفاعل معها بعقلية ديناميكية قادرة على فهم المتغيرات الجديدة وتوظيفها بما يخدم عملية التطور المجتمعي في المجالات المختلفة.”

وترتبط مشكلة الأمية الرقمية على نحو وثيق بجميع عناصر الأمية الأبجدية، فكيف لشخص أمي أن يبحث في وسائل الاتصال الحديثة ويتعامل مع الوسائط التكنولوجيا المختلفة؟ ومن ثم فالمشكلة مركبة لدى كثير من الدول التي ترتفع فيها نسبة الأمية الأبجدية، لأن القراءة والكتابة تكتسب مع الأيام، والأمي يبقى على ما ولدته أمه من حالة الجهل بالقراءة والكتابة.”


هناك 10 تعليقات:

  1. ماشاءالله من أجمل وأعذب ماقرئت
    لك محبتي ومودتي
    واصل أخي تحياتي




    ردحذف
  2. صدقت، نحن نعيش أكثر أوقاتنا في العالم الافتراضي. بالتوفيق والنجاح يا أخي واصل.

    ردحذف
  3. أصبت 👍 فالتكنولوجيا وكل الرقميات تفرض نفسها وبقوة في وقتنا الراهن

    ردحذف
  4. مزيد من العطاء عبد الغني

    ردحذف
  5. وفقك الله عبد الغني مزيد من التقدم

    ردحذف
  6. موفق يابنعمي و مزيدا من التالق و النجاح.

    ردحذف
  7. موضوع مهم و الأهم فيه هو عودتنا للقراءة التي تم فقدانها بسبب التكنولوجيا في حد ذاتها.

    ردحذف

بتعليمات مباشرة من المدير العام للمديرية العامة للأمن الوطني

  بتعليمات مباشرة من المدير العام للمديرية العامة للأمن الوطني بناء على تعليمات عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب ا...