ياسين جعفري
البيوض مرض يصيب النخل يسببه نوع من الفطريات المجهرية التي تسمى الفيوزايوز، وينتشر هذا المرض بكثرة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط.
إلا أن الملاحظ ان هذا المرض لم يعد يصيب فقط النخل بل تعداه ليصيب المؤسسات بنوعيها الرسمية و غير الرسمية ويتجدر فيها لتصاب بالتيبس وتتوقف دورة حياتها فجأة، وتتعطل التنمية بموجب تعطلها عن وضع سياسات عمومية تستجيب للواقع داخل مجالها الترابي، وانغماسها في الصراعات السياسوية الفارغة.
يسبب البيوض تيبسا ثم جفافا للسعفات السفلى للنخلة يتبع ذلك موتها، وهذا شبيه بما يحدث لأعضاء المجالس في دوراتها و اجتماعاتها فترى الأعضاء كأنهم أجداث نخل خاوية التصقت بالكراسي فأصابها التيبس وبقت دون حراك كأنها مجرد أصنام في معبد فرعوني،تنتظر أن يفعل بها ما فعله إبراهيم عليه السلام بأصنام أهله، فيعجل موتها.
يحاول المزارعون محاربة المرض بحرق جذوع النخل المريض، بيد أن هذا الأمر غير مجد لأن الفطريات المسببة للمرض تعيش على الجذور وتنتقل بواسطة التربة، والمزارعون هنا هم المواطنون وفعاليات المجتمع المدني والمعارضة البناءة من داخل المجالس، تلك المعارضة التي توصل صدى الشارع واهتماماته وردود أفعاله.
الحل الوحيد المجدي هو غرس أنواع من النخل تتميز بمقاومتها للمرض والتي يتم إنتاجها مخبريا وتوزع على الفلاحين، والمقصود هنا هو التكوين والإنفتاح على الأطر وخلق بيئة مشجعة على العمل السياسي لتشجيع الكفاءات من كافة الأنواع من اجل الإنضمام إلى كوكبة الإصلاح وقطع اليد مع الفساد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق