احتضنت مدينة ميدلت مؤخرًا فعاليات الملتقى الوطني الخامس للتفاح، الذي أصبح موعدًا سنويًا ثابتًا ينتظره الفلاحون والمهنيون وسكان المنطقة، لما يحمله من أثر اقتصادي وسياحي واضح على الإقليم.
وشهدت الدورة مشاركة واسعة من فلاحين وتعاونيات ومستثمرين من مختلف جهات المغرب، إلى جانب حضور رسمي ممثل في الكاتب العام لوزارة الفلاحة وعامل الإقليم، اللذين أشرفا على افتتاح الملتقى وسط أجواء احتفالية أبرزت مكانة التفاح الميدلتي كرمز للهوية الفلاحية للمنطقة وعلامة متميزة في الأسواق الوطنية.
الحدث شكّل دينامية اقتصادية ملحوظة، إذ استقطب آلاف الزوار، ما ساهم في تحريك عجلة قطاعات الإيواء والمطاعم والنقل والتجارة المحلية. كما أتاح للفلاحين فرصة مباشرة لتسويق منتجاتهم، وإبرام اتفاقيات بيع وتعاون مع موزعين من مدن كبرى، مما رفع من القيمة المضافة لمنتوج التفاح ومشتقاته.
وشملت فعاليات الملتقى معارض للتجهيزات والآلات الفلاحية الحديثة، وورشات تكوينية حول أساليب السقي والتخزين والتعبئة، بهدف تمكين المزارعين من مواكبة التقنيات الجديدة وتحسين مردودية الإنتاج. كما شهدت اللقاءات المهنية تبادل الخبرات وبحث فرص الشراكة لتوسيع قنوات التسويق نحو أسواق وطنية ودولية.
ورغم التحديات المناخية التي أثرت على إنتاج بعض الضيعات، تميزت جودة التفاح المعروض حسب تقييم المختصين، حيث تراوح سعر الكيلوغرام بين 6 و15 درهمًا، تبعًا للصنف ومستوى الجودة.
ولم يقتصر الملتقى على البعد الفلاحي فحسب، بل كان أيضًا مناسبة لتنشيط الحركة السياحية بالمنطقة، بفضل الفعاليات الثقافية والفنية المصاحبة التي أبرزت غنى التراث المحلي وجمال الطبيعة الجبلية المحيطة بميدلت، لترسخ المدينة مكانتها كعاصمة مغربية للتفاح وفضاء يجمع بين الفلاحة، الاقتصاد والثقافة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق