أكيد ستسمعون قبل الإنتخابات المقبلة الكثير من الكلام المعسول والوعود ، وسترون حرب طاحنة بين الأحزاب للحصول على كراسي البرلمان والحكومة ، وسترون أمولا طائلة توزع على الجيوب المثقوبة ، كما ستسمعون قصصا غريبة جدا للضحك على ذقون الفقراء ، ولن ترو برامج إنتخابية مبنية على تحليل دقيق ، كما لن ترو برامج طموحة وواقعية .
إستحقاقات 2021 لا تبدو الصورة مشجعة على القول أن هذه الظرفية الخاصة والناجمة عن جائحة كورونا صورة واضحة بل هي صورة مضببة لأغلب الأحزاب السياسية .
فما يبدو واضحا أن المشهد السياسي أصبح صورة رمادية عن مستقبل إنتخابات متزامنة مع خريف 2021 ، كما أن أغلب الأحزاب السياسية بمختلف مراتبها غير مقتنعة في ظل الظروف الإستثنائية التي نعيشها ، فهي غير قادرة على إسترجاع الثقة بالجسم الإنتخابي وغير قادرة على توسيع قاعدتها في التعاطي مع الشأن السياسي بحماس وبدون أي تردد
ولتأكيد هذا ، الأحزاب السياسية جلها أكانت يمينية أو يسارية لم تحدث أي تغيير جوهري في شأن قاعدتها الشعبية وتنويع قوائم منخرطيها ، بل تراجعت قوتها وطبيعة علاقتها مع المواطنين ، والأكثر من هذا فقد تفاقمت الخلافات الداخلية التي وصلت إلى حد الإنسحابات الجماعية أو الإنشقاق ، فإنغلقت على نفسها وعجزت عن فتح أبوابها أمام نخبها لرقي بسلم المسؤوليات وصنع القرارات الحزبية لديها .
فكل الظنون ، في ضوء ماسبق فأن خريطة التوازنات الحزبية غير متواجدة بحيث نجد خلال الأسابيع الماضية جل الأحزاب تتسابق مع الزمن لتأسيس الشبيبات الحزبية ( محليا _ جهويا _ ووطنيا ) ، وهي مسألة غير منطقية في ظل شهور قليلة مقبلين على إستحقاق وطني هام ، والبعض الآخر من هاته الأحزاب أصبحت تستقطب جمعيات ذات مقاربة إحسانية لتوسيع قاعدتها الجماهيرية .
أما مصدر ترجيحي لهذا التقدير فمراده إلى أن الأحزاب السياسية أصبحت تتسابق مع عقارب الساعة لكسب الشباب المعطل والمثقف لأجل ملئ إستمارات إنخراطها ، والحصول على تعاطف بعض الجمعيات التي تنهج سياسة المقاربة الإحسانية التضامنية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق