الثلاثاء، 28 ديسمبر 2021

الذكريات لا تعرف المستحيل


 إعتدتُ أن أسجّل جميع  مكالماتي الهاتفيّة معها ..كنتُ أؤمن انّها  سترحل في يومٍ ما ،

،خبّأتُ كل تلك التسجيلات ..في ملفّ   بهاتفي ، ..كان ذلك الملفّ أفضل ذاكرة ٍ  بالنسبة لي ، كنت أستمعُ الى تلك المكالمات كلّ يومٍ... أجلسُ وحيدا  في ركنٍ صغير من مكان عملي ، أضعُ سمّاعاتي..و تراني ابتسم   كالمجنون ، كم كنّا مثاليين ...

فكرتُ من قبل انّي لو ارسلتُ لها كلّ تلك المحادثات..ذات يومٍ..ستتذكّر روحها الجميلة تلك التي أحبتني بكل صدق ..

من قال ان السفر عبر الزمن مستحيل ؟؟  فقد كانت هذه المحادثات بالنسبة لي  البوّابة التي اسافر  بها للماضي.. 

صدّقوني إنّ الذكريات لا تعرف المستحيل ...

" عندما تحدثّني قصّة ما  ..الاف المرّات ، كنتُ لا أمِلُّ  ..كنت أحفظها من المرةّ  الأولى لكن مع هذا كنتُ أعيد الإصغاء إليها كلّ مرّة. .. إنّي لا انسى هذا .. في عيد ميلادي كانت هي اول انسان يهنئني بعمري الجديد على الساعة 00:00 ... كانت تحفزني في كثير من الأمور ولا تتركني اتخبط لوحدي كانت تمرغ نفسها معي في كل بركة وحل اقع فيها ! فكيف أنسى هذا ....

عندما كنت أحادثها ليلا .. حتى يغلبها النعاس ، مرّة أسرد لها قصّة ..و مرّة أمازحها .و مرّة أصارحها بكلّ ما يخالجني . بينما أسمع صوت  أنفاسها و هي نائمة وكانت تمثل دور النائمة لكنها كانت تصغي ثم تفاجئني انها مزالت لم تنم وتهدئ اعصابي حتى انام .. كيف سأتناسى..؟ .." 


إنّ كلّ مكالمةٍ.. كانت تعيدني الى  ذكرى ما .. ،  في الحقيقة لا أعلم لما تحامقتُ و سجّلت كلّ تلك المكالمات  أصلا ..لكنّها جميلة جدّا  ، تجعلني سعيدا  في كل الأوقات..

ربّما إن ارسلتها لها ..ستعيدها الى الماضي مثل ما تفعل معي ،. ..ستسعدها هي أيضا ....لكني الآن متردّد ..ليس خوفا ..  كلّ ما  في الأمر انّ الذكريات  مؤلمة جدّا  أشد ّ  ألمًا من الفراق في حد ذاته .. لذلك لا داعي ، سأترك التسجيلات لنفسي..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بتعليمات مباشرة من المدير العام للمديرية العامة للأمن الوطني

  بتعليمات مباشرة من المدير العام للمديرية العامة للأمن الوطني بناء على تعليمات عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب ا...