الثلاثاء، 23 مارس 2021

بداية الحكاية المقالة الأولى

 

المقالة الأولى: بداية الحكاية 
سنة 1986 في 30 أكتوبر وبعد أن تعدبت أمي الغالية  في أشهر الحمل التي كانت مرفوقة بوفاة أبي رحمه الله و تربية أربعة أطفال آخرين، كتب أن أخرج للحياة  في ذلك اليوم كآخر رقم وهو رقم 5 بصيحة بكاء لم ينتبه لها أو يفهمها  إلا أمي، بعدها كانت السنتين الأولى طبيعية كأي طفل يمتهن الرضاعة والنوم حتى تثبت أقدامه ويحاول إخراج أول الحروف والكلمات ، ثم بعد ذلك تأتي سنوات الاستعاب والفهم والشغب والتعصب لعدم تحقيق شيء يرغب فيه، لكنه كان طفل استثنائي استمد القوة والحنان من شخص واحد وهو أمه لم يكن يعرف في ذلك العمر أن هناك شيء إسمه ( أب ) ويسغرب حين ينادي الأطفال  في  سنه ( بابا) ويتساءل دائما ماذا يقول هؤلاء؟ لكن بعد سنوات سيفهم ويستوعب أن أباه توفي قبل أن يخرج هو  إلى الحياة وبما أنه لازال طفلا لم يعر الأمر أهمية كبيرة لأن هناك أمور أخرى بالنسبة له أهم من ذلك مثل اللعب ومعرفة أطفال جدد كما أنه بدأ يتحرر من الجلوس طوال اليوم في المنزل قرب أمه التي يعتبرها وطنا يصعب فراقه، كان طفلا محبوبا عند الجيران رغم شقاواته وجرأته المنقطعة النظير مقارنة بأقرانه وحتى الأكبر منه سنا، طفل جميل إذا ابتسم لأحد  ينهال لتقبيله، بريء وعفوي إلى أقصى درجة حتى في شقاوته وضربه لمن هم أكبر منه سنا، وبعد مرور سبعة سنوات من ميلادي وفي شتنبر 1993 وبعد أن اشترت لي أمي ثيابا جديدة أمسكت يدي وأنا سعيد لأنني سأخرج مع أمي رغم أني لا أعرف إلى أين، حتى تفاجئت أنها تسلمني لشخص غريب وتقول لي ابقى هناك وعيناي مليئتان بالدموع والخوف و عدم الآمان مع هذا الشخص الذي اكتشفت من بعد أنه هو المعلم الذي سيعلمني القراءة والكتابة، لم أستحمل الأمر بسهولة كان صعبا عليا أن أفارق وطني ( أمي) لساعات طويلة وأحرم كذلك من ساعات اللعب أمام البيت  ، كان صعبا عليا الانسجام مع الوضع الجديد والغريب بالنسبة لي، ورغم ذلك ومع مرور الأسابيع الأولى اقتنعت أن الدراسة جزء جديد في حياتي و يجب عليا أن انضبط لما يقوله لي المعلم لكي اعود في المساء للمنزل وأخبر أمي بما قاله لي المعلم وأنني اجبت على الأسئلة وقمت بالواجبات التي طلبها مني ، كانت تفاصيل جميلة رغم قساوتها أحيانا بسبب الظروف الإجتماعية و محاولة التوفيق بين الأسرة والمدرسة والأصدقاء واللعب و إحساس النقص الذي كان يرافقنا حين نرى أبناء الأغنياء يوصلهم آبائهم بالسيارات ويشترون لهم الحلويات والمؤكولات لكي يدرسو في أحسن الظروف، وكانت تلك النقطة حافز ونقطة تحول للتفكير والفهم لعدة أمور مرتبطة بمعاناة أسرنا، كل هذه التفاضيل لم تؤثر علي وكنت أعتبرها مجرد ملاحظات، وبعد مرور الوقت أصبحت المدرسة أسرتي الثانية حيث كنت أقوم بالعديد من الأنشطة الموازية و أحيانا أزور المدرسة في أوقات لا أدرس فيها لكي أراقب كل ما يقع فيها، مرت ستة سنوات أخرى على هذا النحو فيها الحلو والمر والنقط الجيدة والاخفاقات أحيانا أخرى في بعض المواد كان سيرا عاديا ومتوازنا كأي طفل، حتى اجتزت إمتحان السادسة ابتدائي الذي سيأهلني لكي أنتقل للاعدادي، الإعدادي الذي سيغير العديد من الأشياء في شخصيتي وسأقع في مواقف وأحداث غريبة سأحكيها لكم في المقالة المقبلة ان شاء الله، وأتمنى أن تعجبكم طريقة سردي للأحداث التي هي بكل صدق من حقيقة حياتي ولم أضف عليها شيئا لم أعشه فبعضها حكته لي أمي والبعض الآخر لازال راسخا في ذهني، ولكي لا أطيل عليكم أكثر انتظروني في المقالة التالية دمتم سالمين أحبائي، ولا تنسوا أن تكريمننا بتعليقاتكم وملاحظاتكم 

هناك 5 تعليقات:

  1. احسنت اخي الكريم مشاء الله تبارك الرحمن الرحيم تمتلك الخير إنشاءالله في المسيرة الحياتية ديالك و المزيد من العطاء والله ولي توفيق للجميع تحياتي لك استاد عبدو المرابط

    ردحذف
  2. تبارك الله تعالى اتمنى لك الخير ومزيدا من التألق والعطاء ومسيرة موفقة تحياتي لك وفقك الله وحفظك

    ردحذف
  3. بالتوفيق ان شاء الله تعالى وتبارك مع متمنياتي لكم بمزيد من العطاء والتألق.
    ربما لا تكفي كلامات لأعبر لكم عن امتناني وتقديري لشخصكم لكن سعة صدركم كفيلا لتقدير سعادتي لهذه السيرة الموفقة لجنابكم.

    ردحذف
  4. بالتوفيق خويا عبدو ان شاءالله تعالى تكون قدوة حسنة ومسيرة موفقة وطوليك فعمر الواليدة آلله يخليها ليك ورحم الوليد لمهم من هادشي اناك تبارك الله عليك مفخره لديك للبلاد

    ردحذف
  5. تحياتي واحترامي أخي مسيرة موفقة إن شاء الله 🙏🙏🙏🙏

    ردحذف

بتعليمات مباشرة من المدير العام للمديرية العامة للأمن الوطني

  بتعليمات مباشرة من المدير العام للمديرية العامة للأمن الوطني بناء على تعليمات عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب ا...