الخميس، 25 مارس 2021

ليست الأقفال توضع دوما على الباب المقالة الثانية


 وليست الأقفال دوما توضع على باب!

قد توضع بين تارة وتارة على بعض القلوب ، فيفقد القلب بصيرتهُ. فيصبح ضال كالأنعام لا بل أضل ، موقن بفكرة حاكها قلبه تحت الظلال والمطر..

في المقالة الأولى وصلنا لسنة 1999 بعد أن اجتزت إمتحان السادسة ابتدائي الذي سيأهلني لكي أنتقل للاعدادي وهنا ستكون مرحلة جديدة انتقالية من شخصية طفل لشخصية مراهق بدأت تهضر عليه علامات البلوغ وتفتل العضلات و خشونة الصوت والتخلص من الخوف والاعتماد عن النفس، بدأت هذه المرحلة بعد أن عدت من عطلة الصيف التي قضيتها بعيدا عن أمي لكي أعمل كي اوفر ثمن كتبي والملابس التي سألبسها خلال سنة الدراسة، بعد عودتي كنت اترقب بفارغ الصبر تاريخ فتح التسجيل في الإعدادية لكي أرى لأول مرة عالمي الجديد الذي كنت أسمع عنه فقط عندما يتحدث عنه جيراننا الشباب الأكبر مني سنا، وبعد أيام قليلة فقط وصل وقت التسجيل بالفعل ودهبت مرتديا  بثيابي الجديدة لكي أظهر بمنظر جميل ولائق، كان يوم الإثنين الثاني من شهر  شتمبر 1999 عندما قمت بالاطلاع على رقم الفصل الذي سأدرس فيه والذي كان تحت رقم 7\7 ( السابعة سبعة) وقمت كذلك بدفع ثمن التسجيل الذي كان آنذاك 35 درهما وخمسون سنتيم، وانا عائد للمنزل تغدوني الإبتسامة وكأنني حققت إنجازا إداريا عظيما لمجرد قيامي بهذه الإجراءات بمفردي، 

بعد ذلك وفي الأيام القادمة وكأي تلميذ يحاول الانسجام مع الوضع الجديد و يتعرف على أصدقاء الفصل والمواد التي سيدرسها وأسماء الأساتذة الذين سيدرسونه و برنامج إستعمال الزمن و التنظيم الداخلي للمؤسسة ،  تفاصيل لابد منها لمسايرة الدراسة 

وبعد 25 يوما من انطلاقة الدراسة وبعد أن كنت ألاحظ إحدى الفتيات تطيل النظر إلي كلما مررت بجانبها أو تصادفنا خارج المؤسسة، بدأ ينتابني إحساس غريب وجديد لم أفهمه في بادئ الأمر، توالت النظرات التي بدات تتغير مع الوقت من نظرات ممزوجة بنبرات الحشمة والخجل، إلى نظرات تملأها إبتسامة عميقة وكلما تغيرت النظرات ازدادت حدة ذلك الإحساس الذي بداخلي كأنها تتحكم في أحاسيسي عن بعد لم أتوقف عن التفكير في الأمر حتى التقيت بأحد الاصدقاء الذي وضعت فيه الثقة وحكيت له ماذا يجري بداخل وخارج نفسي، وبما أنه كان أكبر مني سنا وتجربة، قال لي : إنه الحب بإختصار يا عبدو! اندهشت وأنا أتساءل هل يمكن لي أن أحب شخصا لا أعرفه؟ ولماذا أحبه؟ ولماذا هذا الحب أصلا؟ لا لا يا عبدو أنت فقير و الحب يكون للأغنياء فقط كما كنا نرى في المسلسلات الميكسيكية المدبلجة....أقول هكذا كلمات أحاول من خلالها استدراك الوضع ووضع القفل على القلب، لكن شيئا آخر يتحدث بداخلي قائلا: الحب للجميع وليس للأغنياء فقط، وأنت أحببت تلك الفتاة، فأنظر ماذا ترى، فاستمعت لذلك الشيء وقلت نعم أحببتها لكن ماذا سأفعل وكيف ستعرف بأنني أحبها أو حتى معجب بها، لأنني لا أتوفر على تجربة ولم يسبق لي أن تحدثت مع فتاة في هكذا أمور، بالإضافة إلى ذلك الكبرياء الوراثي الذي يمنعني دائما أن أتنازل أو أن آخد المبادرة في مثل هذه الأمور، فترة عصيبة و صعبة بالنسبة لي، وفي الأخير اتخذت قرار أن لا أسلك تلك الطريق وأقنعت نفسي أن هذا مجرد إحساس مرحلي وسيمر مع الوقت وسأنسى كل ما وقع وأعتبر ما سيقع عاديا ، مبررات كلفتني الكثير من الوقت لأقتنع بها وأطبقها، لكن في الجانب الآخر من الحكاية فتاة جميلة ورقيقة الأحاسيس  أحبتني وسألت عني وعرفت كل تفاصيل حياتي من بنات الحي الذي أقطن فيه ، لكن كبريائها كذلك منعها أن تقول شيئا أو حتى تناديني بإسمي ولو لمرة واحدة، هنا التقى كبرياء رجل بكبرياء أنثى، وبدأت معركة الكبرياء، لمدة سنة ونصف، وفي النصف الثاني من السنة الموالية وبينما أنا بجانب القسم أراجع دفتر الدروس ، تفاجات بفتاة تناديني بإسمي قائلة: عبدو أريد أن اتحدث معك ، قلت لها مبتسما  مرحبا  تفضلي أنا أستمع لك، قالت ( فلانة) هل تعرفها ( فلانة هي الفتاة التي تحدثت عن حبي لها وحبها لي) قلت لها مندهشا و منزعجا ومرتبكا، نعم ثم لا ثم هل وقع لها مكروه ثم لماذا تسألينني ومن تكوني أنت!! قالت لا لا فقط أردت أن أعرف شيئا معينا و من خلال جوابك عرفته، قلت لها ماذا عرفتي وكيف عرفتي   قالت أنت تحبها وهي كذلك تحبك، قلت لها هل صحيح تحبني وهل قالت لكي أنها تحبني؟ الكثير من الأسئلة المرتبكة  في جملة واحدة..قالت نعم تحبك وهي الآن تنتظرك في باب المؤسسة تريد ان تقول لك شيئا، فرحت كفرحة مسجون بالمئبد استفاد من العفو، انطلقت مسرعا لباب المؤسسة لكي لا أتركها تنتظر،  فعلا كانت هناك ، واقفة، مبتسمة، تنظر لي كأننا نعرف بعضنا جيدا ، حيث بدأ الكلام بعد لمسة اليد والسلام، والفؤاد أطلق صراحه ، وكان أول سؤال: أين نذهب؟ والجواب: حيث تشاء... أمسكنا في يد بعضنا وانطلقت رحلة الحب الأول البريء والعفوي والمقرر للمسيرة الشخصية  الموالية والمحدد لنظامها والتي سأسردها لكم في المقالة الثالثة كما عودتكم لكي لا أطيل عليكم ، وقبل ذلك سأخبركم باسمها قبل أن أترككم: كان إسمها ( مريم) وكما العادة لاتنسوا التفاعل مع المقالة في التعاليق  ومشاركتها مع أصدقائكم  

دمتم سالمين أحبائي. 

الثلاثاء، 23 مارس 2021

بداية الحكاية المقالة الأولى

 

المقالة الأولى: بداية الحكاية 
سنة 1986 في 30 أكتوبر وبعد أن تعدبت أمي الغالية  في أشهر الحمل التي كانت مرفوقة بوفاة أبي رحمه الله و تربية أربعة أطفال آخرين، كتب أن أخرج للحياة  في ذلك اليوم كآخر رقم وهو رقم 5 بصيحة بكاء لم ينتبه لها أو يفهمها  إلا أمي، بعدها كانت السنتين الأولى طبيعية كأي طفل يمتهن الرضاعة والنوم حتى تثبت أقدامه ويحاول إخراج أول الحروف والكلمات ، ثم بعد ذلك تأتي سنوات الاستعاب والفهم والشغب والتعصب لعدم تحقيق شيء يرغب فيه، لكنه كان طفل استثنائي استمد القوة والحنان من شخص واحد وهو أمه لم يكن يعرف في ذلك العمر أن هناك شيء إسمه ( أب ) ويسغرب حين ينادي الأطفال  في  سنه ( بابا) ويتساءل دائما ماذا يقول هؤلاء؟ لكن بعد سنوات سيفهم ويستوعب أن أباه توفي قبل أن يخرج هو  إلى الحياة وبما أنه لازال طفلا لم يعر الأمر أهمية كبيرة لأن هناك أمور أخرى بالنسبة له أهم من ذلك مثل اللعب ومعرفة أطفال جدد كما أنه بدأ يتحرر من الجلوس طوال اليوم في المنزل قرب أمه التي يعتبرها وطنا يصعب فراقه، كان طفلا محبوبا عند الجيران رغم شقاواته وجرأته المنقطعة النظير مقارنة بأقرانه وحتى الأكبر منه سنا، طفل جميل إذا ابتسم لأحد  ينهال لتقبيله، بريء وعفوي إلى أقصى درجة حتى في شقاوته وضربه لمن هم أكبر منه سنا، وبعد مرور سبعة سنوات من ميلادي وفي شتنبر 1993 وبعد أن اشترت لي أمي ثيابا جديدة أمسكت يدي وأنا سعيد لأنني سأخرج مع أمي رغم أني لا أعرف إلى أين، حتى تفاجئت أنها تسلمني لشخص غريب وتقول لي ابقى هناك وعيناي مليئتان بالدموع والخوف و عدم الآمان مع هذا الشخص الذي اكتشفت من بعد أنه هو المعلم الذي سيعلمني القراءة والكتابة، لم أستحمل الأمر بسهولة كان صعبا عليا أن أفارق وطني ( أمي) لساعات طويلة وأحرم كذلك من ساعات اللعب أمام البيت  ، كان صعبا عليا الانسجام مع الوضع الجديد والغريب بالنسبة لي، ورغم ذلك ومع مرور الأسابيع الأولى اقتنعت أن الدراسة جزء جديد في حياتي و يجب عليا أن انضبط لما يقوله لي المعلم لكي اعود في المساء للمنزل وأخبر أمي بما قاله لي المعلم وأنني اجبت على الأسئلة وقمت بالواجبات التي طلبها مني ، كانت تفاصيل جميلة رغم قساوتها أحيانا بسبب الظروف الإجتماعية و محاولة التوفيق بين الأسرة والمدرسة والأصدقاء واللعب و إحساس النقص الذي كان يرافقنا حين نرى أبناء الأغنياء يوصلهم آبائهم بالسيارات ويشترون لهم الحلويات والمؤكولات لكي يدرسو في أحسن الظروف، وكانت تلك النقطة حافز ونقطة تحول للتفكير والفهم لعدة أمور مرتبطة بمعاناة أسرنا، كل هذه التفاضيل لم تؤثر علي وكنت أعتبرها مجرد ملاحظات، وبعد مرور الوقت أصبحت المدرسة أسرتي الثانية حيث كنت أقوم بالعديد من الأنشطة الموازية و أحيانا أزور المدرسة في أوقات لا أدرس فيها لكي أراقب كل ما يقع فيها، مرت ستة سنوات أخرى على هذا النحو فيها الحلو والمر والنقط الجيدة والاخفاقات أحيانا أخرى في بعض المواد كان سيرا عاديا ومتوازنا كأي طفل، حتى اجتزت إمتحان السادسة ابتدائي الذي سيأهلني لكي أنتقل للاعدادي، الإعدادي الذي سيغير العديد من الأشياء في شخصيتي وسأقع في مواقف وأحداث غريبة سأحكيها لكم في المقالة المقبلة ان شاء الله، وأتمنى أن تعجبكم طريقة سردي للأحداث التي هي بكل صدق من حقيقة حياتي ولم أضف عليها شيئا لم أعشه فبعضها حكته لي أمي والبعض الآخر لازال راسخا في ذهني، ولكي لا أطيل عليكم أكثر انتظروني في المقالة التالية دمتم سالمين أحبائي، ولا تنسوا أن تكريمننا بتعليقاتكم وملاحظاتكم 

الأحد، 21 مارس 2021

سيكولوجية شاب مغربي

 

                                 عبد الغني المرابط   

الأمل مع الألم مصطلحان متناقضان رغم أنهما يحملان نفس الحروف وهذا حال الدنيا التي تجتمع فيها البداية والنهاية الخير والشر لا يتصور أن نعيش بمفهوم واحد لأننا بشر وتواجد المتناقضات هو من يدسم حياة الأفراد ويزيدها حلاوة
في هذا اليوم يوم الإثنين 22 مارس 2021 على الساعة الرابعة صباحا بعد أن هزمني الأرق وهرب النوم كهروب المهزوم من شراسة الغالب اخترت أن أبدأ مسيرتي التدوينية الاستثنائية وسميتها استثنائية لأنها تحمل في ثناياها ما هو شخصي وما هو مجتمعي في متلازمة يسهل إسقاطها وتبنيها على كل من مر ويمر بنفس الظروف لن أبكي وأتباكى على الظروف أو أبرر بها الوضع لكن أعتبرها نتاج لبعض القرارات التي أخطأت فيها الصواب قبل 10 سنوات حيث اخترت طريقا أو مسارا يصعب تحقيق الوصول فيه أو بالأحرى انبطحت واستمعت إلى نغمات طيش الصغر التي كانت مقنعة كإقناع الشيطان للإنسان بتحليته له للمعاصي والشهوات ومع تزامن هذا الإختيار بمجموعة من الأزمات الإجتماعية والصحية التي زادت الطين بلة انقلب المسار إلى ماهو أصعب وانقلبت الإرادة إلى انهزام وأصبحت الأحاسيس تذبل وتكاد تندثر أمام إرادة الإكتئاب وهيمنة الألم والحزن الذي يرافقني طوال ساعات الليل في غرفتي هو والظلام وشاشة الهاتف التي تزيد عيناي حلكة وتأثر ودائما يكون السؤال ماذا عساي أن أفعل غدا وسط هذه الغابة من الحيوانات البشرية التي لا ترحم أحدا
سؤال لم أجد له جوابا لحد الساعة حيث أنني دائما أرجع الأمر لله سبحانه و تعالى وأقول مدبرها حكيم
مرت عشرة سنوات وأنا الآن في السن الرابعة والثلاثون أنظر إلى رأس الهرم في سن الشباب والذي لم أحقق فيه شيء يذكر على مستوى الإنجازات الشخصيات أو الحقوق التي سميتها إنجازات لا عمل ولا زواج ولا استقرار ولا حياة طبيعية تستكمل أبسط الحقوق بعد كل هذا وداك ولم أدخل في التفاصيل لأن نسبة كبيرة من الشباب يعيشها اخترت أن أبدأ مسارا جديدا يمزج التجربة بأمل النجاة وهي تجربة لا أجزم أنها ستنجح مئة بالمئة ليس تشاؤما أو خوفا بل لأنني في مجتمع يغلب عليه طابع محاربة الناجحين وهذا الجانب كذلك يحدد طول النفس والصبر وإنتاج أقصى ما يمكن فعله وسأحاول في التدوينات اللاحقة سرد كل التفاصيل منذ نعومة الأظافر حتى هذا السن أو أكثر منه إذا أطال الله العمر وأتمنى أن تلقى هذه المسيرة التدوينية استحسانكم لأنها ستمزج ما هو نفسي  بما هو إجتماعي و اقتصادي وسياسي وحتى الجانب الرياضي في مسيرة حياتي
وتقبلو مروري المتواضع وصياغتي الهاوية لأن الأهم أن أخرج لكم ما بداخلي وأستفيذ من نصائحكم وملاحظاتكم في التعاليق
                            عبد الغني المرابط
  

بتعليمات مباشرة من المدير العام للمديرية العامة للأمن الوطني

  بتعليمات مباشرة من المدير العام للمديرية العامة للأمن الوطني بناء على تعليمات عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب ا...