مواقع التواصل أخرجت جيلًا محترفًا في التفاهة، ذكورًا عديمي المروءة والغيرة وفتيات عديمات الحياء والأدب والوقار إلا من رحم ربي.
يبيع أحدهم دينه لأجل الشهرة والترند والمتابعين!
زوج لا يُبالي أن تخرج زوجته في مقاطع فيديو تضحك وتتمايل وتصور مواقف مع زوجها أومقالب و ربما من حجرة النوم والسرير ..
لا بأس..لابأس..لامروءة ولاغيرة ولاحياء ولاحشمة
المهم نُضحك المتابعين ونسلي أوقاتهم ونظهر كم الحب والسعادة وأن الحياة الزوجية لطيفة وجميلة
وعلى الجانب الآخر متابعين لاينكرون منكرًا بل يتفاعلون معه بكل حفاوة و حب وإعجاب، فتجد آلاف و ربما ملايين المشاهدات والتفاعلات
أرقام مخيفة، تشعرك بأن كل شيء أصبح عادي ومستساغ والقلوب تشربت هذه الأمور فلاتنكر شيئًا منها!
لابأس المهم أن نضحك ونتسلى،
وفي هذا الوقت يصبح حلم الشاب أو الفتاة أن يكون أحدهم مشهورًا وترند وعنده متابعين و ربما يجمع المال بسهولة من مشاهدات مقاطع الفيديو التي يعرضها وتضيع الأعمار لا دين ولاعلم
وفي هذا الوقت تتابع الفتيات الحالمات هذه المقاطع للزوجين المشهورين اللطاف جدًا في نظرها ويمثلوا علاقة سوية وجميلة والله (الزواج طلع حلو وجميل) فتخرج على مواقع التواصل تكتب أريد أن أتزوج الآن وكلمات من هذا القبيل
وكأنها تقف في منتصف طريق مزدحم بالناس وتقول بأعلى صوتها (أريد أن أتزوج )
أين الحياء يابنات
الحياء شعبة من شعب الإيمان، حتى وُصف حياء النبي ﷺ أنه كان أشدَّ حياءً من عذراءَ في خِدْرِها!
العذراء هي البِكر التي لم تتزوج، والتي يكون إذنها عند زواجها السكوت
((وَلَا تُنْكَحُ الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ إِذْنُهَا؟ قَالَ: أَنْ تَسْكُتَ)).
المسلمة الحيِّية كانت تستحي حتى أن تنطق بموافقتها، وكما قال ﷺ: إِذْنُهَا أَنْ تَسْكُتَ
فما بال بنات هذه الأيام (إلا من رحم ربي) عدمن الحياء فتخرج على مواقع التواصل في مقاطع فيديو أو تخرج تقول أريد أن أتزوج
لاتنخدعوا بكثرة الخَبث على هذه المواقع ولا تتابعوا من يستبيحوا كل شيء ويجملوه ويصفقوا له، حتى تتشربه قلوبكم ويصبح عادي مستساغ فلاتنكروه
أنتم من تجعلوا للتافه قيمة بمتابعتكم وتشجيعكم لهم والنشر عنهم، وكل هذا في ميزانكم
فانظر ماذا تريد أن يكون في ميزانك يوم القيامة
لسنا في حاجة لمثل هذه المقاطع قليلة الحياء التي يخرج فيها زوجين لعرض حياتهما،
يكفينا ما وردنا من مواقف في بيت النبيﷺ مع أزواجه وبيت ابنته فاطمة رضي الله عنها
وماعلمنا إياه أن من حسن الخلق في الحياة الزوجية، التلطف وحسن العِشرة والتواضع مع الأهل وأن الزواج يقوم على المودة والرحمة..
﴿ وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَٰجٗا لِّتَسۡكُنُوٓاْ إِلَيۡهَا وَجَعَلَ بَيۡنَكُم مَّوَدَّةٗ وَرَحۡمَةًۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ ﴾
إن شئتم ارجعوا إلى حديث أم زرع، وقصة سباق النبي ﷺ مع زوجه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها (ولم يفعل ذلك أمام الصحابة الذين هم أطهر البشر قلوبًا بل قال لهم تقدموا)
وقوله لجابر رضي الله عنه هلا بكرًا ((تلاعبها وتلاعبك))..
وغيرها الكثير..
فارجعوا إلى سيرة النبي ﷺ وأزواجه وأصحابه، بدلًا من متابعة التفاهة وتضييع الأوقات والأعمار مع مافي ذلك من ذنوب
والله المستعان.
أسأل الله أن يصلح بنات المسلمين وشبابهم، ويرزقنا وإياهم الاستقامة والهداية والحياء ويثبتنا على ذلك حتى نلقاه.